روائع مختارة | قطوف إيمانية | نور من السنة | معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 6

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > نور من السنة > معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 6


  معالم التوحيد في دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ـ 6
     عدد مرات المشاهدة: 1467        عدد مرات الإرسال: 0

¤ إعلان البراءة من المشركين:

المنهج النبوي في الدعوة إلى الله من ضرورياته وأصوله، البراءة من المشركين، فالمشركون لسنا منهم في شيء، ولذا أمر الله نبيه أن يعلنها صريحة {ومَا أنَا مِنَ المُشْرِكِينَ} [يوسف: 108] أي: في عبادتهم لغير الله، وفي تعظيمهم لغير الله، وفي إتباعهم لغير شرع الله، وفي إستهزائهم بدين الله، وفي إستهانتهم بأوامر الله.

وقال تعالى: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة:3]، فأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يُعْلم مشركي العرب في يوم الحج الأكبر ببراءته من عهودهم، فبعث علياً رضي الله عنه، فقرأ صدر براءة عليهم يوم النحر، ثم خاطب المشركين {فإن تبتم}، رجعتم عن الشرك {فهو خير لكم} من الإقامة عليه، {وإن توليتم} عن الإيمان {فاعلموا أنكم غير معجزي الله}، لا تفوتونه بأنفسكم عن العذاب، ثم أوعدهم بعذاب الآخرة فقال: {وبشر الذين كفروا بعذاب أليم} -الوجيز1/452.

وترتب على هذا منع المشركين من الحج ما داموا على الشرك، فإنه صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا}  [التوبة:28] تمثل ذلك وعمل به.

يقول ابن كثير: أمر تعالى عباده المؤمنين الطاهرين دينًا وذاتًا بنفي المشركين، الذين هم نَجَس دينًا، عن المسجد الحرام، وألا يقربوه بعد نزول هذه الآية. وكان نزولها في سنة تسع -تفسير القرآن العظيم4/131، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه بأن يؤذن في الناس سنة تسع «أن لا يحج بعد العام مشرك» صحيح البخاري باب لا يطوف بالبيت عريان ولا يحج مشرك 1622، ومسلم في الحج باب لا يحج بالبيت مشرك ولا يطوف بالبيت عريان 1347.

وقد تبرأ صلى الله عليه وسلم في خطبة عرفة -تنفيذاً لأمر الله تعالى- من أعمال المشركين، فقال: «ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله» -تقدم تخريجه في حديث جابر المتقدم.

الكاتب: د.عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي.

المصدر: موقع دعوة الأنبياء.